مما لا شك فيه أن الفلبين أحد أهم وأشهر البلدان المصدرة للعمالة الى جميع دول العالم وبخاصة الدول العربية والخليجية حيث يجتذب السوق الخليجي أعدادا كبيرة من العمالة الفلبينية وبخاصة في مجالات الخدم والتمريض والانشاءات وتعتبر المملكة العربية السعودية والامارات أحد أكبر الأسواق بالنسبة للاستقدام من الفلبين.
العمالة الفلبينية تعتبر منافس قوي للعاملين من الجنسيات الأخرى كالهند وبنجلاديش واندونيسيا حيث يتنافس هؤلاء على الحصول على أكبر قدر ممكن من فرص العمل المتاحة داخل البلدان الخليجية ومع ذلك وبرغم تعدد الجنسيات العاملة داخل هذه الدول تبقى العمالة الفلبينية الأشهر والأكثر طلبا وفي المقال التالي سوف نفرد لأهم الأسباب التي جعلت العمالة الفلبينية تكتسب ثقة السوق العالمي عموما والسوق العربي خصوصا.
المهارة سر نجاح العامل الفلبيني:
العمالة الفلبينية في أي مكان تعمل به تترك انطباعات رائعة عن الالتزام في العمل وأداء المهام الوظيفية بالشكل الأمثل فعلى سبيل المثال إذا صادفت وتعاملت داخل أحد المستشفيات في أحد الدول وكانت الممرضة المسئولة عن خدمتك فلبينية فسوف تقدم لك أفضل مستوى من الخدمة الممكنة بل وثق أنها سوف تفوق توقعاتك حيث تجدها لا تقدم ولا تؤخر دقيقة عن موعد اعطاءك الدواء مثلا مش زي كتير من الممرضات اللي من أجل أن تأتي تتابع بس مريض محتاجة تدور عليها أصلا. ويمكن أن تقيس على ذلك جميع المهن التي تسند الى العامل الفلبيني يعني إذا كان يعمل على معدة أو يقود سيارة أو يعمل في حقول أو عمالة منزلية تجد العامل الفلبيني ملتزم بتأدية عمله على الوجه الأمثل ومن ثم يترك انطباعا مبهرا لدى رب العمل تجعل أصحاب الأعمال يتهافتون على الاستقدام من الفلبين وجلب المزيد من الأيدي العاملة الفلبينية في جميع المجالات.
العامل الفلبيني يفصل بين عمله وظروفه الشخصية:
هذه حقيقة يعني من خبرات هؤلاء الذين تعاملوا مع العمالة الفلبينية سواء داخل الفلبين أو خارجها يعلمون تماما أن العامل أو العاملة الفلبينية يفصلون تماما بين عملهم وبين ظروفهم الخاصة ومن المستحيل أن تلحظ تغير في اداء العمل للعامل الفلبيني يعني لن ترى مثلا عاملة فلبينية تؤدي عملها وهي عصبية أو تتمتم ببعض العبارات فتسألها ماذا بك فتحكي لك أنها متعصبة بسبب كذا وكذا ...لا على الاطلاق تجد العامل الفلبيني أو الفلبينية يؤدي كلا عمله الذي يتناول أجار نظيره وهنا يحضرني أحد فيديوهات الدكتور هلال عندما ذكر أنه خلال عمله في المملكة كان معه ممرضات مصريات أخريات فلبينيات ولاحظ أن الممرضة المصرية تأتي مثلا متجهمة الوجه وتقعد تتكلم عن ظروفها وزوجها اللي في مصر ومشاكلها ومشكلات الأولاد في حين أن الممرضة الفلبينية أشبه بالروبوت لا تتحدث خارج نطاق العمل .
من أكثر الأمور التي أعجبتني شخصيا في العامل الفلبيني هو احترامه الشديد لعامل الوقت فعندما كنت متواجدا داخل أحد المناطق الصناعية في القاهرة صادفت مجموعة من العاملين يتسابقون أمام أحد المصانع للذهاب الى عملهم وكأن هناك جائزة لمن يصل عمله أولا بمعنى أن العامل الفلبيني لا يخرج الى الاستراحة أثناء العمل قبل موعدها ولا يتأخر في العودة الى العمل مرة أخرى ومن ثم يعطي العمل حقه كاملا فلا مجال أن ترى عامل فلبيني يتهرب من العمل مثلا ويدعي أنه بحاجة الى أجازه مرضية أو يتأخر عن عمله وذلك ببساطة راجع الى الحرص الشديد عند الفلبيني على العمل وأنه في غربة عن بلده من أجل لقمة العيش.
احترام عادات وتقاليد الشعوب التي يعمل فيها:
العامل الفلبيني أو العاملة الفلبينية عندما يلتحقون للعمل في أحد الدول فانهم يحرصون كل الحرص على احترام عادات وطباع شعوب هذه الدول ولا يسيئون لأحد من أهل تلك البلدان ليس حرصا على عملهم فحسب بل لأن هذه هي طبيعتهم وهي احترام الأخر مهما كانت معتقداته أو لونه أو جنسه وبالتالي قلما وربما نادرا أن تسمع عن حوادث أو مشاجرات يكون فيها الفلبيني طرفا.
أخيرا وليس أخرا يمكن الحديث عن الفلبيني كثيرا وعن مميزات هذه العمالة الفلبينية وكذلك هذا لا يعني أن العامل الفلبيني معصوم من الخطأ فلكل قاعدة شواذ والقاعدة هنا هو أن العامل والعاملة الفلبينية يتفانون في اتمام عملهم على الوجه المطلوب ومن يفعل غير ذلك فهو الغريب وليس هذا السائد والطبيعي في العامل والعاملة الفلبينية.